في قلب الجبال الضبابية، تنبض الأوراق المتلألئة بالحكايات القديمة التي لا تُحكى. تتشابك الأشجار كأنها تتبادل الأسرار في همسات غير مرئية، بينما تتراقص الظلال في خفة، كأنها أرواح تبحث عن مأوى.
تتسرب أشعة الشمس من بين الغيوم، راسمة لوحات متغيرة تتقلب بين الفرح والحزن، بينما تتسلل روائح الطبيعة المنسية إلى الأنفاس. تُحاكي الرياح الألحان العتيقة، تأخذك في رحلة إلى عوالم غامضة تُخفي أسرارها في زوايا الماضي.
على ضفاف الأنهار الهادئة، تتراقص الحصى تحت الأمواج، تحمل معها قصصًا لا نهاية لها، تنسجها خيوط الحياة في تفاصيل لا تُحصى. وتلك الكائنات الصغيرة، التي لا تراها العين، تكتب قصائدها في خفاء، تروي حكايات عن الوجود والكينونة.
كل زاوية من هذا المكان تحمل عبق الغموض، حيث تتلاشى الحدود بين الواقع والخيال، وتبقى الأسئلة معلقة في الهواء، تنتظر من يجرؤ على اقتحام عوالمها السريّة. هناك، في ذلك المكان، تنشأ الفكرة العائمة، وتتسارع الأبعاد، مما يجعل الوقت يبدو كأنه كائن حي، يتنفس مع كل لحظة جديدة.